مقالات شعيب عليه السلام وتبليغ الرسالة الإلهية إلى قومه

شعيب عليه السلام وتبليغ الرسالة الإلهية إلى قومه

الحمد لله الرحيم الودود، نستغفره ونستهديه ونتوب إليه، ونُصلِّي ونُسلِّم على نبينا وقدوتنا محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فإن الله تبارك وتعالى اصطفى رسله وأنبياءه، وبعثهم تترى مبشرين ومنذرين ليبلغوا رسالته إلى الخلق؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [غافر: 78]، وله في ذلك سبحانه حِكَمٌ منها ما علمنا ومنها ما لم نعلم[1].

كان أهل مدين قومًا عربًا يسكنون مدينتهم “مدين” التي هي قريبة من أرض كنعان من أطراف الشام، مما يلي ناحية الحجاز قريبًا من بحيرة قوم لوط، وكانوا بعدهم بمدة قريبة، ومدين قبيلة عُرفت بهم، وهم من بني مدين بن مديان بن إبراهيم الخليل، وفي نسبه أقوال كثيرة، وفي صحيح ابن حبان في ذكر الأنبياء والرسل قال: ((أربعة من العرب: هود، وصالح، وشعيب، ونبيك يا أبا ذر))[2].

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Post

المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلمالمسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ: فاستكمالًا للحديث عن الاستجابة السريعة لأمر الله

العلم-والمعرفة-في-الإسلام

العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاريالعلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري

شكِّل السعي وراء العلم والمعرفة ركيزة أساسية في الإسلام، متجاوزًا كونه مجرد توصية أخلاقية إلى واجب ديني له أثر حضاري عميق امتدَّ عبر العصور، فمنذ نشأته حثَّ الإسلام على طلب