الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ:
فاستكمالًا للحديث عن الاستجابة السريعة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم:
فمن الأمثلة: ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «بيْنَما النَّاسُ في صَلَاةِ الصُّبْحِ بقُبَاءٍ، إذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقالَ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قدْ أُنْزِلَ عليه اللَّيْلَةَ، وقدْ أُمِرَ أنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا، وكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إلى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إلى القِبْلَةِ»
ومنها: ما قالته عائشةُ رضي الله عنها: «إِنَّ لنساءِ قريشٍ لَفَضْلًا، وإِنَّي واللهِ ما رأيتُ أفضلَ مِنْ نساءِ الأنصارِ، وأشدَّ تصديقًا لكتابِ اللهِ، ولَا إيمانًا بالتنزيلِ، فقدْ أُنزِلَتْ سورةُ النورِ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ، فانقلَبَ رجالُهُنَّ إليهنَّ يتلونَ عليهِنَّ ما أَنزَلَ اللهُ فيها، ويتلُو الرجلُ علَى امرأتِهِ وابنتِهِ وأختِهِ وعلَى كُلِّ ذِي قرابَةٍ، فما منهُنَّ امرأةٌ إلَّا قامَتْ إلى مِرْطِها الْمُرَحَّلِ، فاعْتَجَرَتْ بِهِ تصديقًا وإيمانًا بما أنزلَ اللهُ من كتابِهِ، فأصبَحْنَ وراءَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يصلينَ الصبحَ مُعْتَجِراتٍ كأنَّ علَى رؤوسِهِنَّ الغِرْبانَ»